منتديات السوقر للتربية والتعليم
مرحبا بك ايها الزائر الكريم اذا كانت هذه زيارتك الأولى تفضل بالتسجيل
منتديات السوقر للتربية والتعليم
مرحبا بك ايها الزائر الكريم اذا كانت هذه زيارتك الأولى تفضل بالتسجيل
منتديات السوقر للتربية والتعليم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات السوقر للتربية والتعليم


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير سورة الكهف باختصار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رفيدة 2013

رفيدة 2013


انثى
عدد الرسائل : 38
العمر : 25
العمل/الترفيه : اللعب مع القطط
تاريخ التسجيل : 28/02/2013

تفسير سورة الكهف باختصار Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة الكهف باختصار   تفسير سورة الكهف باختصار Emptyالثلاثاء مارس 19, 2013 6:49 pm

تفسير سورة الكهف








ذكر ما ورد في فضلها:

روى الإمام أحمد عن البراء يقول: قرأ رجل الكهف وفي الدار دابة، فجعلت تنفر، فنظر فإذا ضبابة أو سحابة قد غشيته، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اقرأ فلان فإنها السكينة تنزل عند القرآن أو تنزلت للقرآن ) أخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به "وهذا الرجل الذي كان يتلوها هو أسيد بن الحضير كما تقدم في سورة البقرة".

روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ) ......[ رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي ].

من حديث قتادة به، ولفظ الترمذي: (من حفظ ثلاث آيات من أول الكهف) ......[ حسن صحيح ].

روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عُصِمَ من فتنة الدجال) ورواه مسلم أيضًا والنسائي من حديث قتادة به ولفظ النسائي: (من قرأ عشر آيات من الكهف ...) فذكره.

وأخرجد الحاكم في مستدركه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين) ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.


بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً ﴿1﴾ قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ﴿2﴾ مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً ﴿3﴾ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ﴿4﴾ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً ﴿5﴾ ﴾.

قد تقدم في أول التفسير أنه تعالى يحمد نفسه المقدسة، عند فواتح الأمور وخواتمها، فإنه المحمود على كل حال، وله الحمد في الأولى والآخرة، ولهذا حمد نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد صلوات الله عليه وسلامه. فإنه أعظم نعمة أنعمها الله على أهل الأرض إذ أخرجهم من الظلمات إلى النور، حيث جعله كتابًا مستقيمًا لا اعوجاج فيه ولا زيغ بل يهدي إلى صراط مستقيم واضحًا بينًا، نذيرًا للكافرين، بشيرًا للمؤمنين. ولهذا قال تعالى: ﴿ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً ﴾ أي ليس معوجًا ولا مائلاً بل ﴿ قَيِّماً ﴾ أي مستقيمًا ﴿ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ ﴾ أي لينذر به الذين لم يؤمنوا به عقوبة في الدنيا والآخرة ﴿ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ ﴾ أي الذين صدّقوا إيمانهم بالعمل الصالح ﴿ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً ﴾ أي مثوبة من عند الله ﴿ مَاكِثِينَ فِيهِ﴾ في ثوابهم وهو الجنة خالد فيه ﴿ أَبَداً ﴾ دائمًا لا زوال له.

وقوله تعالى: ﴿ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً ﴾ المعنيون بهذه الآية كل من قال هذا من أي أمة من الأمم وإن كان نزولها من أجل المشركين العرب لما قالوا نحن نعبد الملائكة وهم بنات الله ﴿ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ﴾ بهذا الافتراء والإفك ﴿ وَلاَ لآبَائِهِمْ ﴾أي لأسلافهم ﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ﴾ أي ليس لها مستند سوى قولهم، ولا دليل عليها إلا كذبهم. ولهذا قال جل وعلا: ﴿ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً ﴾وقد ذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه الآية الكريمة فقال – ما ملخصُهُ – عن ابن عباس قال: "بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة فقالوا لهم سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته فإنهم أهل الكتاب، وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء فخرجا حتى أتيا المدينة فسألوا أحبار يهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفوا لهم أمره وبعض قوله: فقالوا سلوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإلا فرجل متقول فتروا فيه رأيكم: سلوه عن فتية: ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإنهم قد كان لهم حديث عجيب، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه، وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك فهو نبي فاتبعوه، فعاد النضر وعقبة حتى قدما على قريش فأخبراهم بما قال أحبار اليهود فجاءت قريش وسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال لهم صلى الله عليه وسلم: (أخبركم غدًا عما سألتم عنه ) ولم يستثن(1) فانصرفوا عنه ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يأتيه جبريل بالوحي حتى أرجف أهل مكة وقالوا : وعدنا محمد غدًا، واليوم خمس عشرة ليلة قد أصبحنا فيها، لا يخبرنا بشيء عما سألناه عنه، وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ثم جاءه جبرائيل عليه السلام من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف وقول الله عز وجل: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ﴾ [الإسراء: 85].يتابع


﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفاً ﴿6﴾ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴿7﴾ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً ﴿8﴾﴾

يسلي الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في حزنه على المشركين لتركهم الإيمان وبُعدهم عنه ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفاً ﴾ يقول لا تهلك نفسك أسفًا وحزنًا، أي لا تأسف عليهم بل أبلغهم رسالة الله فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تُذهب نفسك عليهم حسرات. وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ أي أنه جعل الدنيا دارًا فانية مزينة بزينة زائلة وإنما جعلها دار اختبار لا دار قرار فقال تعالى: ﴿ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً ﴾ أي وإنا لمصيروها بعد الزينة إلى الخراب والدمار، لا ينبت صعيدها ولا ينتفع به. والصعيد الجرز أي البلقع الذي ليس فيه شجر ولا نبات. ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ المَاءَ إِلَى الأَرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ ﴾ ... [السجدة: 27].

﴿ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ﴿9﴾ إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً ﴿10﴾ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ﴿11﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً ﴿12﴾﴾

هذا إخبار مجمل من الله تعالى عن قصة صحاب الكهف، فقال سبحانه: ﴿ أَمْ حَسِبْتَ ﴾ يعني يا محمد ﴿ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً ﴾ أي ليس أمرهم عجيبًا في قدرتنا وسلطاننا فإن خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار وتسخير الشمس والقمر والكواكب وغير ذلك من الآيات العظيمة الدالة على قدرته تعالى أعجب من أخبار أصحاب الكهف. وأما الكهف فهو الغار في الجبل وهو الذي لجأ إليه هؤلاء الفتية المذكورون وأما الرقيم فقال العوفي عن ابن عباس: هو واد قريب من أيلة قال الضحاك: أما الكهف فهو الغار والرقيم اسم الوادي وقال سعيد بن جبير: الرقيم لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف، ثم وضعوه على باب الكهف. وقال ابن جرير: الرقيم فعيل بمعنى مرقوم كما يقال للمقتول قتيل واختاره والرقيم الكتاب.

وقوله تعالى: ﴿ إِذْ أَوَى الفِتْيَةُ إِلَى الكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً ﴾ يخبر تعالى عن أولئك الفتية الذين فروا بدينهم من قومهم لئلا يفتنوهم عنه، فهربوا منهم فلجأوا إلى غار في جبل ليختفوا عن قومهم، فقالوا حين دخلوا: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ﴾ أي هب لنا رحمة تسترنا عن قومنا ﴿ وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً ﴾ أي اجعل عاقبتنا رشدًا. كما جاء في الحديث: (وما قضيت لنا من قضاء فاجل عاقبته رشدا ) . وقوله تعالى: ﴿ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الكَهْفِ سِنِينَ عَدَد﴾ أي ألقينا عليهم النوم حين دخلوا إلى الكهف سنين عديدة ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ ﴾ أي من رقدتهم تلك ﴿ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ ﴾ أي المختلفين فيهم ﴿ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً ﴾ أي أحصى عددًا لما لبثوا في الكهف أي غاية ما لبثوا فيه.يتابع

﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿13﴾ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً ﴿14﴾ هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ﴿15﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً ﴿16﴾﴾

وهنا شرع في تفصيل قصة أصحاب الكهف وشرحها، فذكر تعالى أنهم فتية أي شباب، وهم أقبل للحق من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل، ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم شبابًا، وأما المشايخ من قريش، فعامتهم بقوا على دينهم ولم يُسلمْ منهم إلا القليل. وهكذا أخبر تعالى عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتيةً شبابًا، فآمنوا بربهم أي اعترفوا له بالوحدانية، وشهدوا أن لا إله إلا الله ﴿ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ وقد استدل بهذه الآية وأمثالها غير واحد من الأئمة كالبخاري وغيره ممن ذهب إلى زيادة الإيمان وتفاضله وأنه يزيد وينقص. ولهذا قال تعالى: ﴿ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ كما قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً ﴾... [التوبة: 124]. وكما قال سبحانه: ﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ ﴾ ... [الفتح: 4]. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك وقد قيل إنهم كانوا علىدين النصرانية، والظاهر أنهم سبقوا زمن المسيح عليه الصلاة والسلام لاعتناء اليهود بحفظ خبرهم وقد تقدم عن ابن عباس أن قريشًا بعثوا إلى أحبار اليهود بالمدينة يطلبون منهم أشياء يمتحنون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعثوا إليهم أن يسألوه عن خبر هؤلاء، وعن خبر ذي القرنين، وعن الروح فدل هذا على أن هذا أمر محفوظ في كتب أهل الكتاب وأنه متقدم على دين النصرانية والله أعلم.وقوله تعالى: ﴿ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ يقول تعالى: وصبرناهم على مخالفة قومهم، ومفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيد والسعادة والنعمة، فقد ذكر غير واحد من السلف والخلف أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم وسادتهم، وقد فارقوا قومهم الذين كانوا يعبدون الأصنام والطواغيت ويذبحون لها، وكان لهم ملك جبار يأمر الناس بذلك، ولما خرج الناس يومًا في بعض أعيادهم خرج هؤلاء الفتية مع آبائهم وقومهم ونظروا إلى ما يصنع قومهم من السجود والذبح لغير الله تعالى عرفوا أن هذا لا ينبغي إلا لله خالق السماوات والأرض فانحاز كل من الفتية عنهم، فكان أول من جلس وحده أحدهم تحت ظل شجرة، ثم أتى إليه الآخر فالآخر ولا يعرف واحد منهم الآخر وإنما جمعهم هناك الذي جمع قلوبهم على الإيمان وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري تعليقًا عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعًا. وقد جعل كل واحد منهم يكتب ما هو عليه من أصحابه خوفًا منهم، ولا يدري أنهم مثله حتى قال أحدهم: تعلمون والله يا قوم، أنه ما أخرجكم من قومكم وأفردكم عنهم إلا شيء فليظهر كل واحد منكم بأمره؛ فقال آخر: أما أنا فإني والله رأيت ما قومي عليه فعرفت أنه باطل، وإنما الذي يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك به شيء هو الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما، وقال كل واحد منهم ذلك حتى توافقوا كلهم على كلمة واحدة، فصاروا يدًا واحدةً وإخوانَ صدقٍ فاتخذوا لهم معبدًا يعبدون الله فيه، فعرف بهم قومهم فوشوا بأمرهم إلى ملكهم، فاستحضرهم فسألهم بأجابوه بالحق ودعوه إلى الله عز وجل ولهذا أخبر تعالى عنهم بقوله جل وعلا: ﴿ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً ﴾ أي باطلاً وكذبًا وبهتانًا ﴿ هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ﴾ أي هلا أقاموا على صحة ما ذهبوا إليه دليلاً واضحًا صحيحًا ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ﴾ أي لا أظلم ممن يفتري على الله الكذب، فغضب عليهم الملك، وأمر بنزع لباس الزينة عنهم الذي كان عليهم من زينة قومهم، وهددهم إن لم يعودوما إلى دين قومهم، ثم أجلهم لينظروا في أمرهم لعلهم يرجعون، وكان هذا من لطف الله بهم لأنهم توصلوا بهذا التأجيل إلى الهرب والفرار بدينهم من الفتنة، وهذا هو المشروع عند وقوع الفتن بين الناس، كما جاء في الحديث: ( يوش كأن يكون خير مال أحد\كم غنمًا يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن ) ولا تشرع العزلة فيما عدى ذلك، فلما وقع عزمهم على الهرب واختار الله لهم ذلك بقوله جل وعلا: ﴿ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ ﴾ أي فارقتموهم بأديانكم في عبادتهم غير الله ففارقوهم أيضًا بأبدانكم ﴿ فَأْوُوا إِلَى الكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ ﴾ أي يرحمكم ويستركم من قومكم ﴿ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم ﴾ الذي أنتم فيه ﴿ مِّرْفَقاً ﴾ أي أمر ترتفقون به، فعند ذلك هربوا إلى الكهف فأووا إليه ففقدهم قومهم من بين أظهرهم، وتطلبهم الملك ولكن عمى الله عليه خبرهم كما فعل بنبيه محمد صلى اله عليه وسلم وصاحبه الصديق حين لجأ إلى الغار وعمى الله عنهما المشركين فلم يهتدوا إليهما لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصديق: ( يا أبا بكر ما ظنُّك باثنين اللهُ ثالثهم) ولا شك أن قصة غار حراء أجل وأعظم وأعجب من قصة أصحاب الكهف.
يتابع

























*************************************************الباقي اكمله عند دخولي مرة اخرى******************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة الكهف باختصار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات السوقر للتربية والتعليم  :: القرآن الكريم-
انتقل الى: